خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إشارة حمراء !

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. لانا مامكغ أجمع نقاّد الفن على أن عبقريّة الفنان الهولندي «رمبرانت» تكمنُ في القوّة التّعبيريّة التي تميّز الشّخصيات التي رسمها، سرّه في ذلك قدرته الفائقة على التّحكّم في مستويات الظّل والنّور، ومنسوب الإضاءة السّاحر في أعماله.

خبراء الدّراما أيضاً يستخدمون إضاءاتٍ من زوايا مختلفة على الوجوه للحصول على التّعبير المطلوب، وبخاصّة الطابع الشّرير... ففي حين اعتادت العين البشرية على رؤية الوجوه تحت إضاءةٍ جانبية أو علويّة، لذلك فوضع مصدرِ الضّوء أسفل أيّ وجه مهما بدا ملائكيّاً، يعطيه طابعاً قاسياً مرعباً؛ لأنّ في هذا الوضع كسراً لقانون الطّبيعة...

وهذا يعني في المحصّلة وجودَ متخصصين يقضون سنواتٍ من الدّراسة للتخصّص في شؤون الإضاءة فقط، ومنهم من يُحرز جوائز عالميّة في مجال السّينما حين يبدعون في تسليط النّور وحجبِه بدرجاتٍ تخدمُ العملَ وتبهرُ المتلقّي !

ويُجمعُ الأطبّاءُ المتخصّصون في أمراضِ النّوم على ضرورة تعتيم المكان تماماً لمن ينوي الاستمتاع بنوم صحيّ عميق، لأنّ وجود أيّ إضاءةٍ، مهما كانت خافتة، تحولُ دون إفراز الجسم لهرمون» الميلاتونين» المسؤول عن تنظيم دورةِ النّوم، وحماية الإنسان من الإصابةِ بالسّرطان.

خبراء التّصميم الدّاخلي، ينصحون باعتمادِ الإضاءة الجانبيّة في غرف المعيشة كونها تساعد على الاسترخاء، كما يوصي خبراءُ المرور في العالم بعدمِ استخدام الضّوء العالي أثناء القيادة أو الوقوف منعاً للإرباكات والحوادث.

ما سبق يعني ببساطة أنّ الإضاءة فنٌّ وإبداعٌ وعلمٌ وتخصّص، ولا مجالَ فيه للّهوِ والتّجريب والعبث...

عمّان في الليل، مدينةٌ وادعةٌ ذات إضاءةٍ متناغمة بين الأبيضِ النّقي والأصفرِ الهادىء، ولم يعتد سكّانُها على الأضواء الصّارخة التي نراها في المدنِ الأخرى، ولعلَّ ذلك من مظاهرها الجماليّة الخفيّة التي نشعرُ بها ولا يخطر لنا التأمّل في أسبابها.

مقدّمة طويلةٌ عريضة الغرضُ منها الإشارة إلى ذلك الذي شاءَ تزيينَ إحدى بنايات منطقة العبدلي بإضاءة حمراء ساطعة لاذعة ممتدّة على طول ناطحة السّحاب... وناطحة الجهاز العصبي للنّاظر بالمقابل، خاصّة حين ينعكسُ اللونُ القاني الصّارخ المستفز على الأبنيّة المجاورة طوال الليل... إضاءةٌ حمراء عموديّة تشعّ في عيون العمّانيين كلّ ليلة مثل سيخٍ من لهب !

من أجازَ احتلال ذلك الجسم الضّوئي الشّاذ للفضاء العمّاني الرّائق الصّافي الأنيق؟ لستُ أعلم... كلُّ ما أعرفه أنَّ ثمّة إشارةٌ حمراء من نوعٍ آخرَ يجب أن يتوقّف عندها هُواة التّلوث البصري !
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF